اتصل بنا
 

إصلاحات الرزاز..من لم يدخل المدارس يصبح شيخ قبيلة ويأتمر الجميع بأمره

نيسان ـ نشر في 2018-03-21 الساعة 10:06

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...هل اطلع وزير التربية والتعليم، د. عمر الرزاز، على تقرير السفيرة البريطانية السابقة في اليمن، جين ماريوت، الذي قدمته لمجلس العموم البريطاني عن التعليم في العالم العربي؟.

تناقلت وسائل الاعلام، في الأيام الماضية، مقتطفات من هذا التقرير، ركزت على مخرجات العملية التعليمية في الوطن العربي، إذ تقول ماريوت في تقريرها : «النظام التعليمي في العالم العربي يؤدي إلى مفارقات مدهشة، فطلاب الدرجة الأولى من الأذكياء، يذهبون إلى كليات الطب والهندسة، بينما خريجو الدرجة الثانية يذهبون إلى كليات إدارة الأعمال والاقتصاد، وبذلك يصبحون مدراء لخريجي الدرجة الأولى، اما خريجو الدرجة الثالثة، يتجهون للسياسة، فيصبحون ساسة البلاد، ويحكمون خريجي الدرجتين الأولى والثانية، اما الفاشلون في دراستهم، فيلتحقون بالجيش والشرطة، فيتحكمون في الساسة، يطيحون بهم من مواقعهم، أو يقتلونهم إن أرادوا، أما المدهش حقاً فهو أن الذين لم يدخلوا المدارس أصلاً، يصبحون شيوخ قبائل، ويأتمر الجميع بأمرهم!!».
ولعل السفيرة لم تنتبه إلى أن الطلاب الأقل درجة من الخريجين يصبحون معلمين في المدارس ويشرفون على تنشئة وتربية وتعليم الأجيال القادمة، وأن الأقل درجة، أي أولئك الذين يقبعون في أدنى درجات التحصيل، يصبحون أئمة ووعاظا يخطبون في المساجد، ويتولون الاشراف على التعليم الديني في المدارس الدينية التابعة لوزارات الأوقاف.
يضعنا هذا التقرير أمام حقائق صادمة برغم انها مألوفة بالنسبة لنا، ونلمس يوميا نتائجها ومدى تأثيرها في تخلفنا عن الأمم المتقدمة، لكنا لا نعيرها اهتماما.
حتى بعد وصول الدكتور عمر الرزاز الى موقعه في وزارة التربية، نشعر اليوم بأنه لم يقدم شيئا مهما على صعيد حل مشكلة التعليم من جذورها، فإلى هذه اللحظة، لم نرَ إلا اجراءات 'تمييع' امتحان الثانوية العامة، والوزير بدأ من الأسهل والأخير بدلاً من أن يبدأ من الأصعب والأساسي، ففي الوقت الذي يجب أن يبقى امتحان التوجيهي الأداة القياسية الصارمة على التعليم المترهل، حتى نضمن عدم تخريج من لم يتأهلوا لدخول الجامعات، وبالتالي الحياة العملية، تقرر تبسيطه.
لو أن هذه الاجراءات والتعديلات التي تمت على الثانوية العامة ( التوجيهي) أتخذت بعد 6 إلى 10 سنوات، وبعد أن تُحَلّ مشكلة الأمية في المدارس لفهمنا، أما الآن، فلا معنى لهذه التسهيلات إلّا الإمعان في تدمير العملية التعليمية.
لا بد من خوض معركة تطوير المناهج بمنتهى الشجاعة، ولعل الرزاز يتريث من أجل أن لا يصطدم بتلك العقول المتحجرة المتمترسة في وزارته، خوفا من أن تتم اطاحته من موقعه، وهذا ليس بالمبرر الكافي للمداهنة والتريث، أو بالسبب الوجيه الذي يؤدي إلى حرف عملية الإصلاح التربوي من الأساسيات إلى الشكليات.
المعركة الثانية هي معركة تأهيل المعلمين، لا بد من البدء في ابتعاث الحاصلين على أعلى المعدلات في التوجيهي على حساب وزارة التربية من أجل تأهيلهم لتدريس الصفوف الابتدائية الأولى في المدارس، واغرائهم بتعيينهم برواتب وامتيازات أعلى من أو مثل الاطباء والمهندسين.
عملية اصلاح التعليم لا تحتاج إلى أكثر من عشر سنوات، ولا بأس في التدرج في هذه الاصلاحات، لكن لا بد من البدء وبقوة.

نيسان ـ نشر في 2018-03-21 الساعة 10:06

الكلمات الأكثر بحثاً